معجزة نقل جبل المقطم
اليوم الثامن من شهر هاتور المُبارك
في عهد البابا ابرام بن زرعة البطريرك الثاني والستين من بطاركة الكرازة المرقسية تمت معجزة نقل جبل المقطم الشهيرة . وذلك أنه كان للخليفة المعز لدين الله الفاطمي وزير اسمه يعقوب بن كٍلس يكره المسيحيين ويريد الإيقاع بهم ، فدخل على الخليفة وقال له : يوجد في إنجيل المسيحيين آية تقول : " لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل " . ولا يُخفى على أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل . و للتحقق من ذلك يجب استدعاء البطريرك ليقيم الدليل على صدق قول مسيحهم . ففكر الخليفة قائلاً ثم قال : " إذا كان قول المسيح هذا صحيحاً فلنا فائدة عظمى ، فإن الجبل الذي يكتنف القاهرة ، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة أعظم وأوسع ، وإذا لم يكن صحيحاً تكون لنا حجة على اضطهاد المسيحيين " . ثم دعا الخليفة الأب البطريرك وعرض عليه هذا الكلام ، فطلب منه مهلة ثلاثة أيام فأمهله . ولما خرج من لدنه جمع الأساقفة والرهبان القريبين ومكثوا بكنيسة القديسة العذراء -- المعلقة -- بمصر القديمة ، ثلاثة أيام صائمين مصلين لله ، وفي فجر اليوم الثالث ظهرت القديسة العذراء للأب البطريرك واعلمه عن إنسان دبًاغ قديس اسمه سمعان، سيجرى الله على يديه هذه المعجزة . فاستحضره وأخذه معه جماعة من الأساقفة والكهنة والرهبان والشعب ، ومثلوا بين يدي المعز ، و أبلغوه استعدادهم لنقل الجبل ، فخرج المعز ومعه رجال الدولة إلى قرب الجبل المقطم ، فوقف البطريرك ومن معه في جانب ، والمعز ومن معه في جانب آخر . ثم صلى البطريرك والمسيحيون الذين معه وسجدوا ثلاث مرات قائلين " كيرياليسون ---- يارب ارحم " وكان عندما يرفع البطريرك والشعب رؤوسهم بعد كل ميطانية يرتفع الجبل ، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض ، وإذا ساروا سار أمامهم . فوقع الرعب في قلب الخليفة ومن معه ، فتقدم الخليفة من البطريرك وهتف قائلاً " عظيم هو الله وتبارك اسمه ، لقد أثبتم أن إيمانكم حقيقي حي ، فاطلب ما تشاء وأنا أعطيه لك " . فلم يقبل البطريرك أن يطلب شيئاً ولما ألح عليه قال له " أريد تعمير الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس -- أبو سيفين -- بمصر القديمة " . فكتب له منشور بذلك وقدم له من بيت المال مبلغاً كبيراً ، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال ، فازداد توقيراً عند المعز . فبنى البابا البطريرك كنيسة أبي سيفين وكنائس أخرى كثيرة .
تذكار معجزة نقل جبل المقطم أضافت ثلاثة أيام إلى صوم الميلاد فأصبح 43 يوماً ، كذلك أخذت الكنيسة عن هذا البابا صوم يونان " 3 أيام " التي كان يصومها السريان .
بركة صلوات البابا ابرام بن زرعة فلتكن معنا