recent
New Articles

الكنيسة في أيام الخماسين المقدسة

 <!-- Global site tag (gtag.js) - Google Analytics -->

<script async src="https://www.googletagmanager.com/gtag/js?id=G-5DQW5LQ2JZ"></script>
<script>
  window.dataLayer = window.dataLayer || [];
  function gtag(){dataLayer.push(arguments);}
  gtag('js', new Date());

  gtag('config', 'G-5DQW5LQ2JZ');
</script>
style="text-align: center;">مقدمة 
يسرني أن أقدم لكم نبذة عن الكنيسة في أيام الخماسين ، حيث أحدثكم فيها عن 

الكنيسة في أيام الخماسين المقدسة 
style="text-align: right;">المسيح قام -- وأقامنا معه ، وصعد إلى السموات وجلس عن يمين أبيه -- وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات 

إن قصد الكنيسة في الخماسين المقدسة هي أن نذوق القيامة ونعيشها فالقيامة ليست قصة ولكنها حياة ، يحس فيها المسيحي بقوة قيامته من الخطية ، الضعفات اليومية ، الغضب ، الكراهية ، مجد الكرامة والذات ، وشهوات العالم --- عندئذ نقول إننا قمنا مع المسيح -- مُتنا مع المسيح صُلبنا فنحيا يقوم لا نحن بل المسيح يحيا فينا . وقد رتبت الكنيسة منهجاً عملياً لكل إسبوع . ينقلنا كل إسبوع إلي الذي يليه حتي ندخل في شركة عملية مع المسيح الجالس عن يمين أبيه ، وإختبارات الأسابيع السبعة مُرتبة كما يأتي في قراءات آحادها ، بحيث تدور كلها حول شخص الرب يسوع ، حتي نثبت فيه فتتحقق قيامتنا 

حيث أحدثكم أيضاً فيها عن 
الأحد الأول : الرب يسوع هو إيماننا ، وقيامتنا عن الشك " يو 30 : 19 - إلخ

الأحد الثاني : الرب يسوع هو خبز حياتنا " يو 6 : 54- 58

الأحد الثالث : الرب يسوع هو ماء حياتنا " يو 4 : 1 - 42 

الأحد الرابع : الرب يسوع هو نور حياتنا " يو 12 : 35 - 50 

الأحد الخامس : الرب يسوع هو طريقنا للحياة " يو 14 : 1 - 11

الأحد السادس : الرب يسوع هو غالب العالم " يو 16 : 23 - 33

الأحد السابع : الرب يسوع هو مُرسل لنا روحه القدوس " يو 15 : 26 ، 16 : 1 - 15 

فالقيامة بددت قلة الإيمان وبددت الشك ، وتكونت الكنيسة --- وغذاؤها الصحيح في أرض الغربة هو جسد الرب أنا هو خبز الحياة ، وأي طعام آخر يضرها ولا ينفعها ، وليكن الرب يسوع وحده هو شرابها وإرتواؤها أنا الماء الحي ، لإن مياه العالم تزيدها عطشاً ولا ترويها . وعلي عكس الكنيسة أن تسير في نور المسيح أنا نور العالم متأكدة إن الرب يسوع هو طريقها للحياة أنا هو الطريق ، وإن يسوع الذي تحيا به الكنيسة قد غلب العالم أنا قد غلبت العالم ، وهو صاعد للسماء ليُرسل لنا روحه القدوس ثم يجلسنا معه في السماويات 

وفي العهد القديم 

بنفس هذا الترتيب الإلهي العميق إختبر الشعب قوة العبور والحياة مع الله حتي أوصلهم لكنعان . ذلك الشعب قبل العبور كان واقعاً تحت خطايا الخوف والشك والإرتباط بقدور اللحم كغذاء لهم ، والإعتماد علي مياه النهر كمصدر وحيد لشربهم --- ولكن عبور البحر الإحمر كان حداً فاصلاً بين الحياة المادية والحياة الجديدة بقوة الله وعبور البحر رمزاً للمعمودية هي نصيبنا في القيامة مع المسيح 

الأحد الأول من الخماسين المقدسة

الرب يسوع هو إيماننا ، وقيامتنا من الشك " يو 20 : 19 -إلخ 

تدور تعاليم الكنيسة حول قوة الإيمان ، في القيامة من الأموات . فالإيمان لازم للسير في البرية ، ولمواجهه عماليق والثقة في قدرة الله علي إعالة الشعب وإيجاد الطعام والشراب لهم ، والإيمان لازم للشفاء من لدغات الحيات بالتأمل في الحية النحاسية رمز الصليب -- وأخيراً فقرة الإيمان ضرورة حتمية لدخول كنعان 

وهكذا ثبت الرب يسوع في الإسبوع الأول إيمان تلاميذه ، فدخل والأبواب مُغلقة ليعلمهم إن القيامة هي خروج من قبر مُغلاق ، هي خلق حياة من الموت ، هي نجاح من الفشل ، هي إيمان بعد يأس ، هي خروج الطهارة من ضعف الإنسان ، هي الإيمان المُطلق -- هي كل حياتنا كمسيحين 

وفي نهاية الإسبوع أزال شك توما عن طريق لمس جراحاته المشفية وهكذا ياإخوتي في الإسبوع الأول علينا أن نُثبت أنظارنا في الرب القائم وفي جراحاته في قوة إيمان إنه سيقيمنا -- سيقيمنا -- سيصنع بنا المستحيل ، إنه إسبوع الإيمان 

الإسبوع الثاني من الخماسين المقدسة

الرب يسوع هو خبز حياتنا " يو 6 : 54-58 

إن الشعب لمحتاج للطعام في هذه البرية القحلة ، وهكذا أرسل لهم الرب المن النازل من السماء . وهذا يؤكد إنجيل الأحد الثاني أن يأكل من الرب فله حياة ، ولا حياة للإنسان بدون جسد الرب المن يصلح لإعالة الشعب ، ولكنه لا يضمن لهم دوام الحياة أباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا ، أما القيامة المسيحية ليس فيها  موت أبداً بل كما إن المسيح حي بالآب كذلك نحن نأكله ونحيا به للأبد 

ما قيمة الحديث عن القيامة لو كان الشخص القائم لابد أن يموت فيها بعد -- إن القيامة تعني غلبة الموت ، تعني الحياة الدائمة ، وغذاؤنا فيها جسد الرب الدائم الحياة 

يا إخوتي هذا هو إسبوع الثبات في المسيح القائم --- كلوا جسده ، إثبتوا في قوة قيامته ، إثبتوا في الحياة ، إثبتوا في الحياة وإحيوا به 

ومن ناحية أخري فكل طعام عالمي سوف لا يورثنا إلا الموت -- فعلام التهافت هلي أطعمة العالم المسمومة -- علي ملذاته ومراكزه وأمجاده الزائلة 

الإسبوع الثالث من الخماسين المُقدسة

الرب يسوع هو ماء حياتنا " يو 4 : 1 - 42 

ومن الأمور الضرورية للشعب في البرية هو الماء لإن بدونه يهلكون عطشاً ، لذلك أًرسل لهم الرب ماء من الصخرة ليشربوا . إننا نتعجب كيف يمكن أن يعيش المسيحي في هذا العالم بدون مياة الروح القدس -- الإنسان له عواطف ومشاعر وأحاسيس لابد أن تُشيع ، فإن لم يصل إلي الإمتلاء بالروح القدس فإنه سيعطش إلي العالم ومياهه التي كل من يشرب منها يعطش . هذا هو موضوع إنجيل الأحد الثالث عن المرأة السامرية ز إن ربنا يسوع كشف لنا عن طبيعة روحه القدوس فقال إنه أنهار ماء حي يفيض إلي حياة أبدية . فطبيعته الحياة ، والحركة ، والأرواء ، والفيض علي الآخرين -- فلابد إن المسيحي هذا الإسبوع يُختبر الإمتلاء من الروح بالصلاة والتأمل في الإنجيل ، والزهد في هذا العالم -- حتي يحس بحركة روحية باطنية تُشيع وتُروي كل إحتياجاته العاطقية والنفسية والروحية 

والكنيسة تُنادي الروح والعروس يقولان تعال ومن يسمع فليقل تعال ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً " رؤ 22 : 17 

ففي القيامة ينبغي أن نحس بالحركة الباطنية للروح القدس في حياتنا وتفيض علي الآخرين أيضاً ، إن أي إنسان يتكلم عن القيامة بدون إحساس بجريان الماء الحي من بطنه لهو إنسان يعيش الموت وهو لا يدري ، إن كل مسيحي في الكنيسة يجري من بطنه أنهار ماء حي -- أين هي -- أين هي -- الإنسان يُريد أن يأخذ من خارج دائناً --- وفي جهله يظن إنه لا يملك أنهاراً في داخله ، إن القديسين قد إكتشفوا هذه الينابيع --- هيا بنا ياإخوتي إلي الداخل إلي ينابيع الحياة -- لنذوق قوة القيامة ونرتوي بروحها الفياضة ، لنذوق ينابيع الحب المتفجرة من الجنب الإلهي علي الصليب فلا نعود أبداً ، ابداً أن نعطش إلي مياه العالم 

الإسبوع الرابع من الخماسين المقدس

الرب يسوع هو نور حياتنا " يو 12 : 35 - 50 

إن الأمر الرابع الهام جداً للشعب في البرية هو عمود النور الذي يضيء لهم وسط ظلام البرية . وهذا هو موضوع إنجيل الأحد الرابع حيث يقول يسوع سيروا ما دام لكم النور --" أنا جئت نوراً إلي العالم حتي كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة "، القيامة هي مسيرة في النور ، لإن الذي يسير في الظلام يعثر ويسقط ويموت 

ياإخوتي يجب أن نعيش هذا الإسبوع في بركات النور ، نور الإنجيل    ، نور الروح القدس ، نور الكنيسة وتعاليمها -- ولنحذر من التخبط في ظلمات تيارات العالم الفكرية وإنحرافاته الشهوانية وإهتماماته باللبس ، لنحذر من ظلمات الكذب والنفاق والمداهنة والمراوغة والحقد والكراهية لنسير في نور الحب الإلهي والبساطة -- هذا هو إختبار القيامة في هذا الإسبوع 

الإسبوع الخامس من الخماسين المقدسة

الرب يسوع هو طريقنا للحياة " يو 14 : 1 - 11 

إن الأربعة أعمدة السابقة "الإيمان ، المن ، مياه الصخرة ، وعمود النور ، لكافيه جداً لكي تُرسم لنا طريقاً واضحاً يوصل إلي كنعان ، وهذا هو موضوع إنجيل الأحد الخامس حيث يقول الرب يسوع أنا هو الطريق . وقوله إنه هو الطريق يعني إنه لم يأت ليرسم لنا خريطة للطريق ، وأن يكون مُرشداً في الطريق ، بل قال أنا هو الطريق ، وتوضيحاً لنا نُذكر كلمات الرسول لإننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه " أف 5 : 30 "، وبقدر ما تثبت الأعضاء فيه ، بقدر ما يصبح طريقنا مضموناً ، الأحد الخامس هو الأحد الذي يسبق خميس الصعود من أجل ذلك تشرح لنا الكنيسة كيفية الصعود للسماء ، فيسوع هو رأس الكنيسة صعد إلي السماء -- ونحن أعضاءه ثابتين فيه ، من هنا نقول أما نحن فسيرتنا في السماويات . وعندما صعد الرأس للسماء وجلس عن يمين الآب والجسم والأعضاء ثابتة فيه . من هنا يحق للكنيسة وهي علي الأرض في غربة البرية أن تقول " أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات ""أف 2 : 6 "، خلاصة القول إننا لا نبحث عن طريق لإن يسوع هو طريقنا -- فلنثبت فيه ، وليكن فكرنا محصوراً في الذي أصعدنا للسماء وأعد لنا مكاناً عن يمين الآب فلنعيش السماء معه علي الأرض 

الإسبوع السادس من الخماسين المقدس

الرب يسوع هو غالب العالم " يو 16 : 23- 33 

إن الشعب العابر في البرية ، السائر في الطريق عليه أن يستعد بالله الغالب لمحاربة عماليق ، وبالإحتراس من الإشتياق لقدور اللحم والبصل والكرات والعجل الذهبي --- لقد إنتصر موسي علي عماليق برفعه يديه علي مثال الصليب ، وإنتصر موسي علي شهواتهم بالتطلع لكنعان . إن موضوع الكنيسة هذا الأحد هو أنا قد غلبت العالم "، " في العالم سيكون لكم ضيق "، 

عندما يتأكد المؤمنون الثابتون في المسيح إنه قد غلب فعل ماضي العالم ، عندئذ يتشددون في جهادهم ، وبعلامة الصليب يهزمون عماليق وبالهذيذ في الأمور الإلهية السماوية يكفون عن شهوات العالم ، وبالثبات في المسيح يقولون وأنا لست وحدي لإن الآب معي ، إننا نتعامل الآن مع شيطان مغلوب ، وعالم مغلوب ، وخطية مُدانة في الجسد ، إننا لا نبحث عن نصرة في الخارج لإن الغلبة في داخلنا -- في يسوع . هو غلب لنا ، ونحن غالبون به في داخلنا  --- وهو ينادينا في إنجيل هذا الأحد قائلاً " إلي الآن لم تطلبوا شيئاً بإسمي إطلبوا تأخذون ليكون فرحكم كاملاً --- ، إن الحياة في قوة القيامة لا تعرف إلا الغلبة ، والفرح ، وإحتقار أباطيل هذا العالم 

الأحد السابع من الخماسين المقدسة 

الرب يسوع هو مُرسل لنا روحه القدوس " يو 15 : 26 ، 16 : 1 -15

هو ما نجد له مُقابل في برية العهد القديم ، إنه عطية الآب المرسلة لنا بواسطة إبنه الحبيب --إن روحه بأي إشتياق ، وبإي إلتهاب قلب تعيش الكنيسة هذا الإسبوع في ذكريات الروح المُعزي الذي نزل في شكل ألسنة نار . المسيحي بدون الروح القدس يعيش يتيماً " لن أترككم يتامي " -- إن موضوع هذا الإسبوع هو الإمتلاء من الروح القدس والإمتلاء يبدأ أولا بالتوبة " ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء ، ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث ، كونوا لُطفاء بعضكم نحو بعض شغوفين ومتسامحين  كما سامحكم الله أيضاً في المسيح " أف 4 : 30 - 32 "، " ولنهرب من الزنا والنجاسة والطمع والقباحة وكلام السفاهه "" أف 5 : 1 "، والخطوة الثانية في الإمتلاء بالروح القدس تكون : بالصلاة ، والإختلاء والشكر ، والتسبيح ، والطاعة مع الخضوع ---" أف 5 : 15 

وبهذا الأحد تنتهي الخماسين المقدسة ، وهكذا تدرجت بنا الكنيسة من القيامة إلي الثبات إلي السير في الطريق وأخيراً إلي الإمتلاء حيث تنفتح حياتنا لتفيض ، حيث تجري من حياتنا أنهار ماء حي تفيض من الكنيسة وعلي الكنيسة ، وهنا يبدأ صوم الرسل الأطهار ، وهو صوم مُقدم منا للكنيسة لإجل الكرازة وإنتشار ملكوت الله . إن النفوس التي وصلت للإمتلاء تقوم أصوامها وصلواتها في إنسحاق ذبيحة حب من أجل الكنيسة التي إشتراها المسيح بدمه ، من أجل سلامتها ، ومن أجل آبائنا ومن أجل إجتماعتنا ، من أجل الكرازة وإنتشارها   ، من أجل وحدانية القلب التي للمحبة --- من أجل الكنيسة كلها  

المرجع
الأسرة المسيحية والقراءات الكنسية
كنيسة ودير السيدة العذراء بالمعادي 
ص 480---485
الكنيسة في أيام الخماسين المقدسة
Imane Alfonse Ghalii

Comments

1 comment
  • George Magdy photo
    George Magdy6/6/20, 1:31 PM

    مدونة رائعة ...سلسة الإسلوب و عميقة المعني

    Delete Comment

    google-playkhamsatmostaqltradent