recent
New Articles

شخصيات الكتاب المقدس

Home
 <!-- Global site tag (gtag.js) - Google Analytics -->

<script async src="https://www.googletagmanager.com/gtag/js?id=G-5DQW5LQ2JZ"></script>
<script>
  window.dataLayer = window.dataLayer || [];
  function gtag(){dataLayer.push(arguments);}
  gtag('js', new Date());

  gtag('config', 'G-5DQW5LQ2JZ');
</script>
style="text-align: center;">



شخصيات الكتاب المقدس 

هذه النبذة قدمها البابا شنودة الثالث في محاضرات ، وأود أن أشارككم في نشر هذه المحاضرات ، وسترى حياتك الخاصة ، من خلال شخصيات الكتاب -- فالنفسية البشرية هي ،  منذ آدم ، وحواء إلى يومنا هذا 

هذه المجموعة سوف نبدأها بالحديث عن آدم وحواء ، ثم سنتابع حديثنا عن شخصيات العهد القديم ، وبعد ذلك سنتحدث عن شخصيات العهد الجديد ، حتى يوحنا المعمدان

شخصيات الكتاب 

قدم لنا الكتاب المقدس ألواناً متنوعة من " أناس الله القديسين 

إنها صور متعددة من قديسين ، كل منهم له طابعه الخاص به ، وكانوا يختلفون في العمر والجنس والوظيفة والحياة الإجتماعية والأسلوب الروحي 

وذلك لكي نتعلم أن القداسة  ملك للكل ، وليست واقفة على فئة معينة من الناس دون غيرها 

فلم يقدم لنا الكتاب حياة القداسة أو حياة الكمال ، قاصرة على الأنبياء والرسل ، أو على الكهنة ورؤساء الكهنة ، أو على صانعي العجائب والمعجزات ، إنما هي للك

أول شخصية سنتحدث عنها 

آدم وحواء 

سنتحدث في هذه النبذة عن آدم وحواء ، من نواحي عديدة 

أولاً : بهاؤهما الأول 

ثانياً : 27 خطية وقعا فيها 

ثالثاً : نتائج هذه الخطايا وعقوبتها 

سنبدأ تأملاتنا في شخصيات الكتاب المقدس بأبابئنا الأولين ، آدم وحواء ، وسنعرف كيف خُلقا وكيف كانا ، وميزات طبيعتهما الأولى في عمق بهائها ومجدها ، وكيف قادهما الضعف البشري ، وتطور بهما من سقطة لإخرى ، حتى كثرت خطاياهما جداً ، وفسدت طبيعتهما البشرية 

أولاً : بهاؤهما الأول 

   مخلوقين ، غير مولودين ، لم يرثا فساداً من طبيعة سابقة 

آدم وحواء ، لم يولدا من دم ، ولا من مشيئة جسد ، ولا من مشيئة رجل -- لم يأتيا من زرع بشر ، ولم يرثا طبعاً فساداً من طبيعة سابقة ، لكن خلقهما الله ، كشيئاً جديداً لم يتلوث من قبل ، وبالطريقة التي أرادها الله 

خلقهما الله على صورته ومثاله ، ولا يمكن أن يوجد أعظم من هذا ، أن يكون آدم وحواء على شبه الله 

إقامة الإنسان على صورة الله ومثاله ليكون وارثاً لله ووارثاً مع المسيح ، شريكاً معه في المجد الأبدي . فلذلك نرى الله يجرى وراء الإنسان ليضمه إليه لا ليحطمه ، ويرفعه إلى ما فوق الحياة الزمنية .

وفيما يلي بعض تعليقات للآباء عن خلق الإنسان على صورة الله ومثاله 

 سنلاحظ  كيف  يوجد في خلق الإنسان أمر سام لا نجده في خلق آخر ، فخلق الله للإنسان على صورته ومثاله ، الأمر الذي لا نجده في خلق السماء أو الأرض أو الشمس أو القمر 

الذي صُنع على صورة الله هو إنساننا الداخلى غير المنظور ، غير الجسدى ، غير المائت . بهذه السمات الحقيقية تتصف صورة الله وبها تعرف               العلامة أوريجانوس 

لقد طُبعت ملامحك علينا ! لقد أوجدتنا على صورتك ومثالك ! لقد جعلتنا عملتك ، لكن لا يليق بصورتك أن تبقى في الظلام . أرسل شعاع حكمتك لتبدد ظلمتنا فتشرق صورتك فينا    القديس أُغسطينوس 

خلق الله النفس البشرية على صورته ومثاله ، أي على مثال الثالوث القدوس فهي كائن ناطق حي ، ومع أنها جوهر واحد في كيانها وطبيعتها لكن الكيان غير النطق غير الحياة . هكذا مع الفارق الآب هو الوجود الذاتي له ، والنطق هو كلمة الله ، والحياة هو الروح القدس . فالله واحد في جوهره ، موجود بذاته ، ناطق بالابن ، حي بالروح القدس 

قيل إن الله خلقهما على على صورته في الجمال والبهاء والمجد ، أي أعطاهما جزءاً من بهاءه ، فكانا في منتهى الجمال ، جسداً ونفساً وروحاً -- وقيل إن الله خلق الإنسان على صورته في الخلود ، نفخها في أنف آدم ، نسمة حياة ، فصار آدم نفساً حية " تك 2 : 7 

قيل ‘إن الله خلقهما على صورته في حرية الإرادة 

قيل ، إن الإنسان خلق على صورة الله في التثليث والتوحيد : ذاتاً ، لها عقل ناطق ، ولها روح ، والذات والعقل والروح كائن واحد : كالذات الإلهية ، لها عقل ، لها روح ، والثلاثة كائن واحد --- إنما الله غير محدود في كل شيء ، والإنسان محدود 

وقيل إن الله خلقهما على صورته في الملك والسلطة . فكانا ملكين على الأرض ، وممثلاً للخليقة الأرضية كلها 

وقيل إن الله كان يعرف مسبقاً بسقوط الإنسان ، وبأنه سيخلى ذاته ويتجسد لكي يخلصه . فخلق هذا الإنسان على الصورة التي كان الله مزمعاً أن يتجسد بها ، على شبهه ومثاله 

كان آدم وحواء يتصفان بالبساطة والبراءة 

لم يعرفان الشر إطلاقاً . كانا يعرفان الخير فقط ، ولا شيء سوى الخير . لذلك لم يفكرا وقت التجربة إن الحية يمكن أن تخدع وأن تكذب . فعبارات الكذب والخداع لم تكن موجودة في قاموسهما في ذلك الوقت 

ومن بساطتهما وبراءتهما ، ما كانا يعرفان بعضهما من الناحية الجنسية ، بل كانا كطفلين ساذجين -- ما كانا يفهمان الفروق العضوية في تركيب جسديهما . وكما ذكر سفر التكوين " وكانا كلاهما عريانين ، آدم وإمرأته ، وهما لا يخجلان " تك 2 : 25 

وقد باركهما الله معاً ، بنفس البركة ، وأعطاهما سلطاناً على الأرض كلها بجميع كائناتها . نفس السلطة لكليهما 

يذكر سفر التكوين " وقال نعمل الإنسان كصورتنا ، فيتسلطون على سمك البحر ، وعلى طير السماء ، وعلى البهائم ، وعلى كل الأرض ، وعلى الدبابات التي تدب على الأرض " تك 1 : 28 " ، وبهذه الصورة عاش الإثنان وكان لهما هيبة وسلطة ، على الأرض ومخلوقاتها ، ما كانا يخافان الوحوش أو أي من الدباب التي كانت تدب على الأرض ، بل كانوا مقيمين وسط الأسود والنمور والفهود والحيات والثعابين  --- إلخ ، في حياة من الألفة والسلام ، لهما سلطان على كل هؤلاء 

طلب الله من آدم أن يقوم بتسمية الحيوانات وكل ذوات الأنفس بأسمائها ، فكل ما دعا به آدم ات نفس حية ، فهو إسمها ، فدعا آدم جميع البهائم وطيور السماء ، وجميع الحيوانات البرية 

آدم وحواء كانوا إجتماعيين ، وكانوا يتعاونان معاً 

حينما كان آدم وحده في الجنة ، وجد التعاون والألفة بين جميع حيوانات الأرض ، وأما لنفسه ، فلم يجد معيناً نظيره " تك 2 : 21 " ، وصعد هذا الإشتياق ، أو هذا الإحتياج إلى الله ، فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام ، فأخذ واحدة من أضلاعه ، وملأ مكانها لحماً . وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم إمرأة ، وأحضرها إلى آدم " تك 2 : 21 ، 22 

وشعر آدم بهذا الإرتباط القوي الذي يربطه بحواء ، إنها جزء منه ، بينهما رابطة دم ولحم وعظم . فقال آدم : هذه الآن عظم من عظامي ، لحم من لحمي ، هذه تُدعى إمرأة ، لإنها من إمرء أخذت " تك 2 : 23 

عجيب معرفة آدم 

كيف عرف آدم أن حواء ، أخذت من لحمه ومن عظامه ، بينما كان في سبات ---؟ هل أخبره الله بما حدث ، في ظل علاقة المحبة بينه وبين الله ؟ أم كان هذا اللون من المعرفة ، من ضمن مواهبه في ذلك الوقت ، الذي خلق فيه بوضع فائق للطبيعة 

أيضا إننا نتعجب من آدم إذ إنه قام بتسمية حواء إسماً له دلالة وله عمق ، فسماها إمرأة ، لإنها أخذت من إمرء 

وبعد الخطية -- ، حينما ولدت إمرأته إبناً ، قام بتسميتها إسماً آخر : ودعا آدم إسم إمرأته حواء ، لإنها أم كل حي " تك 3 : 20 " ، إنها حكمة إتصف بها آدم في إطلاق الأسماء ، ولعله إستخدم هذه الحكمة ذاتها في تسمية الحيوانات والطيور وكل ذوات الأنفس الحية 

كان آدم يعمل في الجنة ويحفظها " تك 3 : 15 " ، فمن أين أُتى آدم هذه المعرفة بشئون كل النباتات الموجودة في الجنة ، أهو أيضاً لون من الكشف الإلهي ، أو كانت معرفة آدم من نوع فائق لمعرفتنا 

خلق الله آدم وحواء بعد أن أعد الله لهما كل شيء 

خلقهما في اليوم السادس ، خلقهما بعد أن خلق من أجلهما كل شيء ، كما في القداس الغريغوري ، من أجلهما أعد السماء لهما سقفاً ، ومهد لهما الأرض كي يمشيا عليها ، رتب لهما قوانين الفلك ، ووضع لهما الشمس لضياء النهار ، والقمر لإضاءة الليل . ونظم لهما الطبيعة وأجواءها ، وخلق لهما النبات لطعامهما ، والحيوانات لخدمتهما ، وأخيراً خلقهما ، ليتمتها بهذه الطبيعة كلها 

وعندما تنتهي فترة إقامة البشرية على الأرض ، ويأتي الرب على السحاب ، ليأخذ باقي البشر ، ويسكن الإنسان في الأبدية ، حينئذ ستزول هذه الأرض وهذه السماء اللتان خلقهما الله ، لراحة الإنسان ههنا ، إذ سيزول غرضهما بإنتقال الإنسان إلى جوار الله في أورشليم السمائية 

ما أعظم قيمة هذا الإنسان ، الذي من أجله خلق الله كل شيء . آدم صورة الله ، أعظم كائن على الأرض في أيامه ، نائب الله ، المسلط منه على كل الخليقة 

 

google-playkhamsatmostaqltradent