يبدأ كل شيء من الله
إن الهدف من حياتك أعظم كثيراً من مجرد إنجازك الشخصي ، أو سلام ذهنك ، أو حتى سعادتك. عليك أن تبدأ مع الله . فقد وُلدت بقصد منه ومن أجل هدف له .
عادة نطرح أسئلة متمركزة حول الذات مثل ماذا أريد أن أكون ؟ ماذا يجب علىً أن أفعل بحياتي؟ ما هي أهدافي وطموحاتي وأحلامي للمستقبل ؟
" الكتاب المقدس " " الذي بيده نفس كل حي وروح كل البشر " .
" لا يمكنا الوصول إلى هناك من هنا . بمعنى لن يمكنك الوصول إلى هدف حياتك عن طريق البدء بالتركيز على نفسك ، وإنما يجب عليك أن تبدأ مع الله خالقك . إنك موجود فقط لأن الله يرغب في وجودك . لقد خُلقت من الله ولأجل الله -- ولن يصبح للحياة معنى إطلاقاً ما لم تدرك ذلك . إننا نكتشف فقط من خلال الله أصلنا ، وهويتنا ، ومعنى حياتنا ، وقصدها ، ومغزاها ، ومصيرها .
لقد خُلقت من أجل الله . فيقول الكتاب المقدس : " لأن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام " .
وفي الترجمة الإنجليزية يفيد المعنى " لأن الاهتمام الزائد بالذات في هذه الأمور هو طريق مسدود ، لكن الانتباه إلى الله يقودنا إلى الرحب ، إلى الحياة الحرة والفسيحة " .
يُمكنك أن تحقق كل أهدافك الشخصية وأن تتحول حياتك إلى نجاح هائل بمقياس العالم لكنك لا تزال تفتقد الأهداف التي خلقك الله لأجلها . لذلك هناك احتياج لما هو أكثر من نصيحة للمساعدة الذاتية .
يقول الكتاب المقدس : " من أراد أن يخلص نفسه يهلكها . ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها "
وفي الترجمة الإنجليزية يفيد المعنى " إن مساعدة النفس ليست مساعدة على الإطلاق . لكن التضحية بالذات هي الطريقة ، طريقتي ، لإيجاد نفسك ، نفسك الحقيقة "
إن كلمات الله في هذا الكتاب سوف تساعدك كيف تقلل مما تعمله في الحياة --- وذلك عن طريق التركيز على ما هو هام فقط . إنه يختص بأن تصبح ما أراد الله أن تكونه .
" ما هو معنى الحياة " ؟
لم يتركنا الله في الظلام لنتساءل ونخمن ، لكنه أعلن بوضوح مقاصده الخمسة لأجل حياتنا من خلال الكتاب المقدس . إنه دليل استخدامنا الذي يشرح لماذا نحيا ، وكيف تكون الحياة مُجدية ، وما الذي يجب أن نتجنبه ، وما الذي نتوقعه في المستقبل . كما أنه يفسر ما لم تتمكن كُتب الفلسفة أو المساعدة الذاتية أن تعرفه .
يقول الكتاب المقدس : " بل نتكلم في حكمة الله في سر . الحكمة المكتوبة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا "
وفي الترجمة الإنجليزية يفيد المعنى " حكمة الله -- تضرب إلى أعماق مقاصده الإلهية --- إنها ليست أحداث رسالة ، بل بالحرى أقدم رسالة --- إنها الطريقة التي حددها الله ليعلن أفضل ما لديه من خلالنا " .
إن الله ليس فقط نقطة البداية لحياتك ، إنما هو أصلها . يجب أن تبني حياتك على الحقائق الأبدية وليس على علم النفس الشائع ، أو التشجيع على النجاح ، أو القصص الإلهامية .
يقول الكتاب المقدس : " الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً ، مُعينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته " .
وفي الترجمة الإنجليزية يفيد المعنى " إننا في المسيح نكتشف من نحن وما الهدف الذي نحيا لأجله . إذ أننا قبل أن نسمع عن المسيح بوقت طويل ويستيقظ رجاؤنا كانت عينه علينا ، وكانت لديه خطط مُعدة لنا لحياة مجيدة ، جزء من القصد الكلي الذي يحققه في كل شيء وكل شخص ".
تُقدم لنا هذه الآية ثلاث حقائق عن الهدف من حياتك
إنها تكتشف هويتك وقصدك من خلال علاقة مع يسوع المسيح .
إن الله كان يُفكر فيك منذ وقت طويل قبل أن تفكر فيه ، كما أن قصده لحياتك يسبق الحمل بك . لقد خطط له قبل أن توجد ، بدون تدخل منك ! إذ أنه بإمكانك أن تختار مجال عملك ، وشريك حياتك ، وهواياتك ، وأجزاء أخرى كثيرة من حياتك لكنك لا تقدر أن تختار قصدك .
إن الهدف من حياتك ينسجم مع هدف كوني أوسع قد صممه الله للأبدية .
موضوع للتأمل :
لقد نشأ الروائي الروسي أندري بيتوف في نظام شيوعي مُلحد ، لكن الله استحوذ على انتباهه في أحد الأيام الكئيبة . فهو يتذكر : " عندما كنت في السابعة والعشرين ، وأثناء ركوبي المترو في لننجراد " سان بيترسبورج حالياً " تغلب عليً يأس عظيم لدرجة ان الحياة بدأت كما لو أنها توقفت فجأة ، وأخذ هذا الإحساس يستولي على المستقبل بالكامل مما أبعد كل المعنى .
وفجاة ظهرت عبارة من تلقاء ذاتها : " ليس للحياة معنى بدون الله " . فأخذت أكرر العبارة في ذهول ، حتى أشرقت في ذهني وحملتني إلى أفاق بعيدة وخرجت من المترو ومشيت نحو نور الله".
اليوم الأول
التفكير في الهدف من حياتي
نقطة للتأمل : " إن الأمر لا يختص بي " .
آية للتذكر : " الكُل به وله قد خُلق " " كولوسي 1 : 16 " .
سؤال للتفكير : كيف يمكنني أن أذكر نفسي ، على الرغم من كل ما تروجه الإعلانات حولي ، أن الحياة تتلخص حقاً في العيش لأجل الله وليس لأجل نفسي ؟